كيف يفكر الشاب.. ولماذا يختلف تفكيره عن تفكير الفتاة؟.. سؤال نعيشه ولا نجيب عليه!
* التغيّر البيولوجي والنفسي للذكر يختلف عن الأنثى.. فالذكر في مطلع العشرينات من عمره وبعد تجاوزه مرحلة المراهقة يفكر في نفسه فقط.. فيبدأ في مزاولة الرياضات التي تُحَسِّن من شكله وتقوّي عضلاته.. وفي الوقت الذي تبدأ فيه الفتاة بالتفكير في الزواج وتكوين أسرة فإن الشاب يكون جلّ اهتمامه منصباً على: ماذا لديه، وأي سيارة يقود، وأي ساعة يقتني، وأي نشاط أو هواية يزاولها.. أي أن الأنثى الشابة تفكيرها جمعي بنّاء والشاب تفكيره فردي أناني.
* الشاب في النصف الأول من عشريناته ينظر إلى الذي يعمل من زملائه.. ومن حصل على كامل استقلاله المالي والمعيشي.. من الذي بدأ عمله الخاص أو أصبح له دخل ثابت وحقق أمنه الوظيفي.. بمعنى آخر هو يقارن نفسه بمن اكتملت لديه صفات الرجولة المتفق عليها بين الذكور بعناصرها الثلاثة وهي: هل تحددت شخصيته، ونوعية عمله، ومقدار دخله؟.. فيلتفت إلى نفسه فقط.. وتبدأ لديه نزعة الاستقلالية والانعتاق من كل ارتباط.. وليس في ذهنه إلا التفكير في مستقبله العملي.. ولا يوجد لديه آنذاك أي تفكير في تكوين عائلة واستقرار.
* الشاب في بحر عشريناته لن يفكر في إنجاب الأبناء أو يخطر في باله أن يتساءل عن عمره حينما يكون ابنه في مرحلة المراهقة.. وهل سيكون قادراً على مجاراته في لعبه وفي لهوه وفي عنفوان شبابه؟.. لن يفكر في كل ذلك ليس لأنه لا يريد أو يتمنى، بل لأنه حلم مؤجل فبناء الأسرة ليس من أولوياته.. إضافة إلى أن الذكر في الثلث الأول من حياته يكون أقل إحساساً بالمسؤولية وأكثر أنانية ولديه إحساس عال بأن العالم يدور حوله لذلك يفوته التفكير في أشياء كثيرة.. ثم يندم أشد الندم حينما يجد نفسه قد فاته العناية بصحته أو بوالديه أو بأصدقائه أو بالذين أحبوه.. لكن إذا ما تم إيقاظه وجعله يفكر في كل هذا فإنه سوف يُظْهر أفضل ما فيه ويتخذ القرارات السليمة لتعزيز التوازن في مسار حياته التي يهرول فيها دون إحساس بالمحيط أو حساب للصحة أو اهتمام بالاستقرار.
* وفي النصف الثاني من عشرينات الشاب تبدأ لديه الساعة البيولوجية بالعمل وفي إشغاله بأمور أكبر.. وتبدأ لديه مرحلة إثبات الذات وهل حقق شروط الرجولة الثلاثة الآنفة الذكر والتي تحتل المراكز الأولى في اهتماماته لأنها تمثّل معيار نجاحه في الحياة.. في هذه المرحلة سوف يكتشف مَواطن القصور فيه .. وأين تأخر عن أقرانه وكيف يحسِّن من أدائه.. ويبدأ بعقد المقارنات مع زملائه.. وتبدأ عنده مرحلة تأنيب الذات حتى جلدها إن كان متأخراً.. والغرور بما حققه إن كان متقدّماً.. هذه المرحلة من العمر هي مرحلة إعادة تقييم الذات وبشكل كامل.
م .عبد المحسن بن عبد الله الماضي
نقلآ عن صحيفة الجزيرة